كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

موضوع للحقيقة الذهنية باعتبار أفرادها الخارجية " لا يصح بحال، لأن
اعتبار الأفراد قيد، وهم يقولون: ما دل على الماهية بلا قيد. إلا على
القول بمراعاة الأفراد في اسم الجنس، فيتحد بم النكرة كما ذهب إليه
ابن الحاجب والامدي وطائفة، والعجب من غفلة البناني عن هذا بم
دقة نظره، وما اطال به العبادي في "الايات البينات) " من أن المطلق
مادل على الماهية بلا قيد، وأن الأفراد توجد في الخارج في ضمن
الماهية الذهنية - يرد عليه ما ذكرنا من جواز مراعاة الماهية بقطع النظر
عن وجود الأفراد في ضمنها كما ذكرنا، وكما يدخل في قولهم: "بلا
قيد" فلا يمكن الفرق إذا بين علم الجنس واسمه.
وقد فرق بعض النحاة بين علم الجنس واسمه بأن الفرق بينهما في
اللفظ فقط، وهما في المعنى شيء واحد، كما قال ابن مالك في
"الفيته":
ووضعوا لبعض الاجنالس علم كعلم الأشخاص لفظا وهو عم
لأن قوله: "لفظا وهو عم" معناه عنده أنهما مفترقان في اللفظ،
متحدان في المعنى؟ لأن علم الجنس يتناول كل فرد من أفراد الجنس
كما يتناوله اسم الجنس، فالفرق بينهما لفظي، ومعناهما واحد. هذا
مراده، ومثله له في التسهيل، وتعقبه المرادي، وهو جدير بأن يتعقب؛
لأن ماذكر من الفرق اللفظي يتعذر معه اتحاد المعنى عند النظر
الصحيح.
وإيضاحه: أن جعل معنى أسامة علما لجنس الأسد، متحدا بم
معنى اسد، اسم جنس للأسد؛ لا يكاد يعقل، بم جواز دخول الألف
12

الصفحة 12