كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وأما الارادة الشرعية فهي ملازمة للرضى، فكل ما راده الله شرعا
فهو مرضي عنده، وكل ماهو مرصي عنده فهو مراد له شرعا.
لمهذا التحقيق تدل عليه ايات القران، لأن قوله: < ولو شا المحه ما
اشركوا) نص في أن شركهم إنما وقع بمشيئة الله وهي إرادته الكونية،
وقوله تعالى: < ولا يرضى لعباد 5 الكفر) [الزمر/ 7] دليل على ان الكفر
ليس بمرضي عنده، وأنه غير مراد له شرعا.
الوجه الثالث: أن معنى < مرنا مبرفيها> أكثرنا عددهم ففسقوا
فيها، والعرب تقول: مره أمرا بمعنى كثره.
واستدل قائل هذا القول بما أخرجه الامام أحمد عن سويد بن
هبيرة عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم: "خير مال امرىء مهرة
مامورة، أو سكة مابورة "، والمراد بالمامورة: كثيرة النسل، وهو محل
الشاهد، وبالسكة: الطريقة المصطفة من النخل، والمأبورة: التي علق
عليها طلع الذكر لئلا يسقط ثمرها.
ثم سألنا بعض أذكياء الطلبة بمحضر طائفة من العلماء في "أم
درمان) " المذكورة عن قصة الغرانيق في قوله تعال! لم: < وما أزسلنا من
قبلك من رسول ولانبى إلا إذا تمني+ القى لثمتطن فى أمنيته -! ينسخ الده ما
يلقى آلثميطن ثومجم دده ءايتةيى لله عليؤحكيم * *) [الحج / 2 5]،
وطلبوا منا أن نتكلم على هذه الاية الكريمة.
فأجبناهم بأن كثيرا من المفسرين ذكروا أن سبب نزولها أن النبي
صلى الله عليه وعلى اله وسلم قرأ سورة النجم بمكة، فلما بلغ < أفرءتغ
120

الصفحة 120