كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

ألبت والعزى *. ومنؤة التالعة الاخرى-> 1 النجم/ 19 - 0 2] القى الشيطان على
لسانه: "تلك الغرانيق العلى، وان شفاعتهن لترتجى"، فلما بلغ اخر
السورة سجد وسجد معه المشركون والمسلمون، وقال المشركون:
ماذكر الهتنا بخير قبل اليوم. وشاع في الناس أن أهل مكة أسلموا
بسبب سجودهم مع النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حتى رجع
المهاجرون من الحبشة ظنا منهم أن قومهم أسلموا، فوجدوهم على
كفرهم ولم يدخل أحد منهم مكة إلا مستخفيا، او بجوار من يحميه من
المشركين.
والغرانيق: الذكور من طير الماء، واحدها غرنوق كعصفور، ا و
غرنوق كفردوس، أو غرنيق كمعليق (1)، أو غرنبيق كمسكين، وهي
طيور بيض طويلة الاعناق و لقوائم، وقيل: الغرنوق هو الكركي.
ومعنى قول الشيطان: "تلك الغرانيق العلى " أن الاصنام في علو
منزلتها ورفعة شأنها كالغرانيق المرتفعة نحو السماء في طيرانها.
وسنتكلم أولا على معنى الاية، ثم على قصة الغرانيق.
اعلم أولا ن التمني في هذه الاية، فيه للعلماء وجهان:
أحدهما: أنه هو التمني المعروف الذي أداته "ليت ".
والثاني: أن معناه التلاوة، والعرب تقول: "تمنى " إذا تلا، وتمنى
القراءة امنية، ومنه قول الشاعر في عثمان بن عفان رضي الله عنه:
(1) كذا في الاصل المطبوع.
121

الصفحة 121