كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وصله.
قال مقيده عفا الله عنه: وقد اعترف الحافط بن حجر العسقلاني
رحمه الله مع انتصاره لثبوت هذه القصة بأن طرقها كلها إما منقطعة أ و
ضعيمه إلا طريق سعيد بن جبير، واذا علمت أن طرقها كلها لا يعول
عليها إلا طريق سعيد بن جبير، فاعلم أن طريق سعيد بن جبير لم يروها
بها احد متصلة إلا أمية بن خالد، وهو وان كان ثقة فقد شك في
وصلها، فقد أخرج البزار وابن مردويه من طريق أمية بن خالد عن شعمة
عن ابي بشر عن سعيد بن جبير، فقال امية لن خالد في اسناده هذا:
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس فيما أحسب. . . ثم ساق حديث
القصة المذكورة.
وقال البزار: لا يروى متصلا إلا بهذا الإسناد، تفرد بوصله
أمية بن خالد وهو ثقة مشهور.
وقال - أعني البزار -: وانما يروى من طريق الكلبي عن أبي صالح
عن ابن عباس، والكلبي متروك.
فتحصل مما ذكرنا أن قصة الغرانيق لم تثبت من طريق متصلة
يجوز ذكرها إلا هذا الطريق الذي شك راويه - وهو أمية بن خالد - في
الوصل، وما لم يثبت إلا من طريق شك صاحبه في الوصل فضعفه
ظاهر، ولذا قال الحافظ ابن كثير في تفسيره في قصة الغرانيق: إنه لم
يرها مسندة من وجه صحيح، والله تعالى أعلم.
وقال البيهقي فيها: إنها غير ثابتة من جهة النقل. وذكر الرازي في
125

الصفحة 125