كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وقال تعالى: < إنانخن نزلنا ألذكرلوإنالو لجفظون ص؟ *) [الحجر/ 9].
فهذه نصوص قرانية قاطعة تدل على أن الشيطان لا سبيل له إلى أ ن
يحمل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أن يدخل في القرآن
العظيم ما ليس منه من الكفر الصراح والشرك الاكبر.
ولم يبق في الآية الكريمة المسئول عنها إشكال إلا ما يقتضيه
ظاهرها من رسالة الرسول ورسالة النبي المغاير للرسول، إذ معنى
الكلام: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا رسلنا من قبلك من
نبي "؛ لمحما عليه أكثر العلماء من أن النبي أعم من الرسول مطلقا، وأن
الرسول أخص من النبي مطلقا، وأن النبي هو من اوحى إليه وحي امر
بتبليغه أم لا، والرسول من أوحى إليه وأمر بالتبليغ خاصة = لا تساعده
هذه الآية الكريمة؛ لانها تقتضي رسالة الرسول، ورسالة النبي المغاير
للرسول.
وللعلماء عن هذا الاشكال أجوبة يتعين حمل المعنى على
بعضها.
منها: أن الرسول هو الذي يأتيه جبريل بالوحي عيانا، والنبي هو
الذي تكون نبوته إلهاما أو مناماه
ومنها: أن الرسول من بعث بشرع جديد، والنبي من بعث لتقرير
شرع من قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يوحى إليهم أن يعملوا
بما أنزل قبلهم في التوراة.
ومنها: أن الرسول من بعث بكتاب، والنبي من بعمسا بغير كتاب.
132

الصفحة 132