كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

تدغم الواو في الياء ولم تبدل ياء؛ لانها عارضة، أي مبدلة من حرف
غيرها وهو الهمز الذي عين مادة ر ى، ومن هذا القبيل "ديوان"
و"بويع "، لأن ياء "الديوان " أصلها واو، وواو " بويع " مبدلة من ألف
بايع.
ومثال عروض السكون فقط دون نفس الحرف الساكن ما لو
خففت بالسكون مثل: قوي وهوي اللذان هما فعلان ماضيان مكسورا
العين، أولهما من القوة، والثاني من الهوى الذي هو ميل النفس؛ لأنه
هو الذي يأتي الفعل منه على فعل بالكسر يفعل بالفتح، فتقول: هوي
العاشق معشوقته بكسر الواو يهواها بفتحها، أما هوى بمعنى سقط
وتردى فهي من فعل بالفتح يفعل بالكسر، قتقول هوى بفتح الواو يهوي
بكسرها، والصالح للمثال هنا هو الأول، لأنك إذا خففت هوي وقوي
بمكسور واوهما تقول هوي وقوي بسكون الواو، فتكون واوا ساكنة
قبل ياء في كلمة، ولا يجوز إبدال هذه الواو ياء وإدغامها في الياء
بعدها؛ لان سكونها عارض، إذ هي مكسورة سكنت للتخفيف.
ومثال شذوذ ترك الابدال مع استيفاء الشروط المذكورة قولهم:
يوم ايوم بمعنى شديد، ومنه قول الشاعر:
إن تهجري أسما فيومي أيوم إذا ما هجرت وليلتي ليلاء
ومثال شذوذ إبدال الياء واوا في مستوفي الشروط المذكورة
قولهم: فلان ذو فتوة، وعوى الكلب عوة؛ لان أصلها "فتوية " بالياء
و"عوية" بالياء، إذ ألف الفتى منقلبة عن ياء بدليل تثنيته على فتيين
وجمعه على فتيان، والف عوى منقلبة عن ياء، لأنك إذا اسندت الفعل
135

الصفحة 135