كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

منه لضمير ر ظهرت الياء، فتقول في عوى الكلب: عويت يا كلب.
ومثال شذوذ الادغام مع عروض السابق قراءة بعضهم: (إن كنتم
للريا تعبرون) بالادغام، مع أن الواو عارضة، لأنها مبدلة من همز.
ثم سألنا بعض اذكياء الطلبة من أهل "أم درمان " عن المثنى من
أسماء الاشارة والاسماء الموصولة نحو ذين وتين واللذين واللتين هل
هو معرب، أم لا؟ وعلى انه معرب فكيف يسوغ ذلك مع ما تقرر
عندهم من ان الاسماء الموصولة مبنية للشبه الافتقاري، و سماء
الاشارة مبنية للشبه المعنوي.
فأجبته بأن بعض النحويين يقول: ذان واللذان مثلا غير مثنيين
حقيقة، إذ لا يثنى المبني، وصيغتهما صيغة مستقلة، وإنما تغير
بالعوامل نظرا لصورة التثنية، فبنيا على ما يشاكل إعرابهما.
والذي يطهر لمقيد هذه الرحلة عفا الله عنه أن هذا القول غير
سديد، إذ قولهم في الواحد المشار إليه: "ذا"، وفي الاثنين المشار
إليهما: "ذان "، وقولهم: "الذي " في الواحد، و" اللذان " في الاثنين=
تثنية مشاهدة محسوسة، وادعاء أنها صورة خالية من الحقيقة يحتاح
إلى دليل، ولا دليل عليه، والذي يقبله الذهن السليم أن المثنى من
اسماء الاشارة والموصولات معرب ومثنى حقيقة لا صورة، كما عليه
ابن مالك في الفيته حيث قال في كونه مثنى في الإشارة:
وذان تان للمثنى المرتفع وفي سواه ذين تين اذكر تطع
وقوله في الموصول:
136

الصفحة 136