كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

موصول الاسماء الذي الانثى التي واليا إذا ماثنيا لا تثبت
قوله في الاشارة: "للمثنى المرتفع " وفي الموصول: "واليا إذا ما
ثنيا" دليل على انه مثنى حقيقة لا صورة، وقال في كونه معربا: "بل
ماتليه أوله العلامة "؛ لان مراده بالعلامة علامة إعراب المثنى التي هي
الالف رفعا، والياء نصبا وخفضا.
والذي يطهر عند التامل الصادق ان اصل هذا الإشكال مفهوم من
قول ابن مالك في ألفيته: " لشبه من الحروف مدني) "؛ لان قوله يؤخذ
منه أن الشبه الذي لم يدن الاسم من الحرف لا يكون موجبا لبنائه، ألا
ترى أن لفظة "زيد" و"رجل) " مثلا ثلاثة حروف هي شبيهة في الوضع
بالحروف الموضوعة على ثلاثة أحرف، كليت، وبلى، ونعم، إلا نه
لما كان الوضع على ثلاثة أحرف كثيرا في الاسماء جدا صارت مشابهة
الاسم الثلاثي: كزيد ورجل لحرف الثلاثي كليت ونعم في الوضع
ضعيفة غير مدنييما من الحرف، فلم يحصل البناء، ولذا أعربت "أي"
لملازمتها الاضافة لفطا أو تقديرا مع شبهها بالحرف الشبه المعنوي في
الاستفهامية والشرطية، والافتقاري في الموصولة، إلا نها لما لازمت
خاصة الاسم - التي هي الإضافة - أضعف ذلك شبهها بالحرف فلم
تبن.
فإذا حققت هذا المعتى فاعلم أن "ذا" ونحوه من أسماء الإشارة
مبني لشبهه بالحرف الشبه المعنوي، إذ حق العرب أن تضع حرفا
للاشارة، كما وضعته لاخواتها من الخطاب، والتنبيه، والنداء، ونحو
ذلك، فإذا أشارت باسم فقد أدت بذلك الاسم معنى حفه التأدية
137

الصفحة 137