كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

بالحرف، فيبنى ذلك الاسم لشبهه بالحرف المقدر في معناه، كما قال
ابن مالك: "والمعنوي في متى وفي هنا".
وكذلك الموصول فإنه مفتقر إلى جملة افتقارا أصليا، والجملة
المذكورة صلته، والحرف مفتقر أبدا إلى جملة افتقارا أصليا، فتشابها
من حيمث افتقار كل منهما إلى جملة افتقارا غير عارض، فبني لذلك.
فاذا ثني الاسم الموصول، أو اسم الاشارة فقد تعارض فيه أمران:
أحدهما: يستوجب البناء، وهو الشبه بالحرف الشبه المعنوي في
الاشارة، والافتقاري في الموصول ه
والثاني: يستوجب الاعراب، وهو التثنية؛ لأنها من خصائص
الأسماء، واتصا! 4 بأمر خاص بالاسم يضعف شبهه بالحرف.
فراعت العرب في التثنية موجب الاعراب فأعربت، وراعت في
الجمع موجب البناء فبنت، ولذا صار "ذان" و"اللذان" معربين،
و" أولي " جمع "ذا"، و"اللذين " جمع "الذي " مبنيين، وربما راعوا
موجب الإعراب في "اللذين" لأنها جمع، والجمع من خصائص
الأسماء، كما قال ابن مالك في ألفيته:
* وبعضهم بالواو رفعا نطقا*
فتحصل أن المفرد من الاشارات والموصولات مبني قولا واحدا
لشبهه بالحرف من غير معارض يضعف ذلك الشبه، والمثنى
والمجموع منهما تعارض فيهما موجب البناء وهو الشبه بالحرف، مع
138

الصفحة 138