كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

منافاته له وعدمها، ومعلونه أن الشيء يكون غير مناف للشىء وغير
مستلزم له، كالسواد فانه لا ينافي الحلاوة لجواز كون الاسود خلوا،
ولا يستلزمها لجواز كونه غير خلو.
فقول الحنفي: "سلمنا عدم المنافاة بين القتل بمثقل، وبين
القصاص، ولكن لم قلت: يستلزمه " قول بالموجب، ورد على إثبات
وهو قول المستدل: " فيستلزم القصاص ".
فالمقصود من هذا النوع استنتاج ما يتوهم أنه محل الخلاف أ و
لازمه، و لمقصود من النوع الاول استنتاج إبطال ما يتوهم أنه مبنى
مذهب الخصم.
ومعنى القسم الثالث - الذي هو ورود القول بالموجب بشمول
اللفظ - هو أن يكون لفظ المستدل يشمل صورة من صور الوفاق،
فيحمله المعترض على تلك الصورة التي هي محل وفاق، ويبقى النزاع
فيما عداها، كأن يقول الحنفي في زكاة الخيل: حيوان يسابق عليه
فتجب فيه الزكاة كالابل ه فيقول المعترض، كالمالكي: أقول به إذا
كانت الخيل للتجارة.
قال الفهري: هذا هو أضعف أنواع القول بالموجب؛ لان حاصله
مناقشة في اللفظ، فتندفع بمجرد العناية. أي بأن يقول الحنفي: عنيت
زكاة الخيل مطلقا لا خصوص خيل التجارة.
ومثال القسم الرابع - الذي هو ورورد القول بالموجب لاجل
سكوت المستدل عن مقدمة غير مشهورة مخافة منع الخصم لها لو
144

الصفحة 144