كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

فمعناهما قريب من القول دالموجب وليس منه، إذ ليسر فيهما
حمل صفة وقعت في كلام الغير على معنى احر، وإنما فيهما ذكر صفة
ظنت على وجه فإذا هي على حلالمحه، قال بعض علماء البلاغة: ويمك!
جعل مثلهما ضربا ثالت!.
والثاني وهو الذي لم يكن متعلقه اصطلاحيا نحو قوله:
لقد بهتوا لما ر وني شاحبا فقالوا به عين فقلت وعارض
أرادوا "بالعين" إصابة العائن، فحمله هو على إصابة عين
المعشوق بذكر ملائمه الذي هو العارض في الاسنان التي هي كالبرد،
فكأنه قال: صدقتهم بأن بي عينا لكن بي عيناها وعارضها لا عين
العائن.
ووجه كون هذا الضرب من القول بالموجب ظاهر؛ لأنه اعترف
بما ذكر المتكلم، ثم حمله على غير مراده.
وحمل كلام المتكلم على غير مراده. تارة يكون بإعادة المحمول
الذي هو المسند كقوله: "قال ثقلت كاهلي بالأيادي " بعد قوله: "قلت
ثقلت "، وكقول بعضهم:
جاء أهلي لما رأوني عليافى بحكيم لشرح دائي يسعف
قال هذا به إصابة عين قلت عين الحبيب إن كنت تعرف
وتارة يكون بغير إعادة المحمول أعني المسند كقوله: "فقلت
وعارض "، وكقوله "وأبرمت قال: حبل وداد"، وكبيتي ابن دويدة
149

الصفحة 149