كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

المتقدمين.
والضرب الثاني من ضربي القول بالموجب المتقدمين لا يكاد
الذهن يفرق بينه وبش الاسلوب الحكيم المذكور في فن المعاني:
فإلا يكنها او تكنه مإنه اخوها غذته امه بلبانها
وأدخل فيه بعضر المحققين المشاكلة كقوله:
قالوا اقترح شيئا نجد لك طبخه قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
لأنه قال بموجب قولهم، فأجا! بتعيين المطبوخ كما سألوه،
وحمل اللفظ الواقع منهم على غير مرادهم، فانهم أرادوا حقيقة
الطبخ، فحمله هو على مطلق الصنع الذي هو أعم من الطبخ وهو
الخياطة، فطلب فردا من أفراد ذلك العام وهو الخياطة، وسماها طبخا
مجازا.
وقد تقرر عند بعض المحققين أن المشاكلة من علاقات المجاز
ا لمرسل.
وإلى ضربي القول بالموجب المذكورين أشار علامة زمانه سيدي
عبدالله العلوي الشنقيطي في نظمه المسمى "نور الأقاج) " بقوله:
ثم من البديع ما قد اشتهر بالقول الموجب عندي ذي النظر
وقوع وصف في كلام قد كني به عن الذي له حكم ييي
فيثبت الوصف لغير ما ثبت له الذي عن شأن ذا الحكم سكت
150

الصفحة 150