كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وكان جوابنا عن هذا السؤال: ان لفظ النتيجة - وإن اتحد مع لفظ
إحدى مقدمتي القياس - فالمغايرة حاصلة بالاعتبار؛ لأن النتيجة قضية
تتضمن نسبة خبرية، ولفظها في القياس جزء قضية، لا قضية
بالاستقلال، والمغايرة بين قضية مستقلة وجزء قضية واضحة،
وإ يضاحه بمثاله، انك إذا قلت مثلا: "لو كان هذا إنسانا لكان حيوانا،
لكنه إنسان، ينتج: فهو حيوان "، فالنتيجة التي هي "فهو حيوان " هي
تالي الشرطية؛ لأن قولنا في القياس: "لكان حيوانا" الذي هو التالي في
الشرطية موافق لقولنا في النتيجة: "فهو حيوان) "؛ لأن الفعل الناسخ
الذي هو "كان " داخل على المبتدا والخبر اللذين هما: "هو حيوان ".
فهذه القضية التي هي "هو حيوان " في حالة كونها نتيجة قضية حملية
مستقلة، واما في القياس فهو جزء قضية، لا قضية؛ لأنها لم تتضمن
نسبة خبرية باستقلالها، لكونها جواب شرط، وجواب الشرط غير
مستقل دونه، لان قولنا: "لو كان هذا إنسانا لكان حيوانا" مجموع
طرفي القضية الشرطية من المقدم الذي هو الطرف المقترن ب"لو"،
والتالي الذي هو الطرف المقترن باللام، [فهما معا] قضية واحد!
شرطية، فمقدمها ليس بقضية مستقلة؛ لأنه لثمرط، وتاليها ليس
بقضية؛ لأنه جزاء الشرط، فقولنا: "هو حيوان " في حالته في القياس
جزء قضلية؛ لانه جزاء شرط وهو المسمى عندهم ب"التالي "، وقولنا:
"هو حيوان " في حالته في النتيجة قضية حملية مستقلة. فظهرت
المغايرة، وارتفع الإشكال.
ثم وصلنا قرية "تامشكط " عند صلاة المغرب، فزارنا جل من فيها
من الاكابر والعلماء، وعاملونا معاملة الكرماء، وكنا في ضيافة الرئيس
16

الصفحة 16