كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

ثم المناسبة والإخالة من المسالك بلا استحالة
ثم بتخريج المناط يشتهر تخريجها وبعضهم لا يعتبر
وهو أن يعين المجتهد لعلة بذكر ما سيرد
من التناسب الذي معه اتضح تقارن والأمن مما قد قدح
وواجب تحقيق الأستقلال بنفي غيره من الاحوال
ثم المناسب الذي تضمنا ترتب الحكم عليه ما اعتنى
به الذي شرع من إبعاد مفسدة أو جلب ذي سداد
وقوله: " وبعضهم لا يعتبر" يشير به إلى إنكار الظاهرية ومن تبعهم
لتخريج المناط.
قال مقيد هذه الرحلة عفا الله عنه وغفر له: الفرق بين هذا المسلك
الخامس الذي هو "المناسبة "، أو "تخريج المناط " وبين المسلك الرابع
الذي هو " السبر والتقسيم " متعسر جدا، إن لم يكن متعذرا على الذهن
السليم.
وإيضاحه أن "السبر والتقسيم " مركب من أمرين، وهما: التقسيم
والسبر، أي حصر أوصاف الحكم، وإبطال مالا يصلح منها للعلة،
وإبقاء الصالح لها. وصلاحية الوصف للتعليل إنما تكون بمناسبته،
والمسلك المسمى "بالمناسبة" لابد فيه من تحقيق استقلال الوصف
المناسب بالعلية بنفي المناسبة عن غيره من الأوصاف، بألا يوجد مثله
أو أولى منه، وطريق ذلك إنما هو السبر والتقسيم، فيظهر اتحاد
167

الصفحة 167