كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

حكم يتعلق به حقوق جميع المسلمين، ووافقه جميع أصحاب النبي
صلى الله عليه وعلى اله وسلم، ولم ينكر عليه أحد منهم، مع أن توليته
لعمر لم يرد في خصوصها نص من كتاب الله ولا من سنة نبيه صلى الله
عليه وعلى اله وصحبه وسلم، وإنما فعلها أبوبكر رضي الله عنه
للمصلحة المرسلة.
ومنها: ترك عمر رضي الله عنه الخلافة شورى بين ستة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم توفي وهو عنهم راض.
ومثها: اتخاذه رضي الله عنه سكة يتعامل بها المسلمون لتسهل
على الناس المعاملة.
ومنها: اتخاذه رضي الله عنه دارا بمكة للسجن لما انتشرت الرعية
في زمنه.
ومنها: كتبه رضي الله عنه أسماء الجند في ديوانه، إذ هو أول من
دون الدواوين في الاسلام.
فهذه المسائل التي ذكرنا عن عمر رضي الله عنه لم يرد في واحدة
منها نص خاص من كتاب أو سنة، وقد فعلها عمر للمصلحة المرسلة،
ولم ينكر عليه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
ومنها: إجماعهم على كتابة المصحف العثماني لاجل حفظه من
الذهاب، فترتب ذلك الحكم على ذلك الوصف فيه مصلحة هي حفظ
القران الذي به حفط الدين، والشارع لم يأمر بدلك ولم ينه عنه، وقد
فعله الصحابة رضي الله عنهم للمصلحة المرسلة.
183

الصفحة 183