كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

أن له مانعا من الفعل قبل ابتداء الفعل.
فالحاصل ان وجوده جل وعلا لا اول له، وهو في كل لحطة! ن
وجوده يفعل ما يشاء كيف يشاء، فجميع ما سوى الله كله مخلوق
حادث بعد عدم، إلا أن الله لم يسبق عليه زمن هو فيه ممنوع من الفعل
سبحانه وتعالى عن ذلك.
فطهر ان وجود حوادث لا اول لها إن كانت بإيجاد من لا اول له لا
محال فيه، وكل فرد منها كائنا ما كان فهو حادث مسبوق بعدم، لكن
محدثه لا اول له، وهو في كل وقت يحدث ما شاء كيف شاء سبحانه
وتعالى.
وكان جوابنا عن المسألة الثانية: أن الفرق بين خطاب التكليف
وخطاب الوضع ظاهر، فالتكليف - عند الأصولين -: إلزام ما فيه مشقة
أو كلفة. وبعضهم يقول: طلب مافيه كلفة!
وهو الخطاب المتعلق بفعل المكلف الذي هو اقسام الحكم
الشرعي وهي: الوجوب والتحريم والندب والكراهة والإباحة.
وقيل بإخراج الاباحة منها؛ إذ لا كلفة فيها، وعلى دخولها ففي
الحد مسامحة.
وقيل: التكلي! بالمماج من حيث اعتقاد أنه مباج تتميما للأقسام،
وإلا فغيره كذلك.
وخطاب الوضع: هو الخطاب الوارد بأن هذا الشيء مانع لغيره،
كالحيض للصلاة، أو سبب لغيره، كالوقت لها، أو شرط لغيره،
21

الصفحة 21