كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

واهلكت، واقعت هلي في نهار رمضان "، فقال له النبي صلى الله عليه
وعلى اله وسلم: "اعتق رقبة "؛ فمواقعة الأهل في نهار رمضان وصف
اقترن به في كلام الشارع حكم وهو عتق رقبة، ولو لم تكن علة ذلك
العتق مواقعة الأهل في نهار رمضان لكان الكلام خارجا عن مقاصد
العقلاء، وكان الكلام غير مطابق للسؤال، وذلك لا يليق بفصاحة
الشارع وبلاغته صلوات الله عليه وررلأمه.
ومثال الإيماء في القرآن قوله تعالى: < يابا لذين ءامنوا إذانودب
للصحلؤ من يوو لجمعة فأسوا ك دتجر لله وذرو ألبيع) [الجمعة/ 9] فلو لم
يكن خوف فوات صلاة الجمعة علة للبيع عند النداء لها لما كان في
ترتيبه عليه في الكلام لمحائدة، وكلامه تعالى في اعلى درجات الاعجاز
والبلاغة.
وإذا اردت تقسيما جامعا للأقسام المذكورة فهو أن تقول: غير
المنطوق الصريح لا يخلو: إما ن يكون مدلوله مقصودا للمتكلم، ا و
غير مقصود له، فإن كان مقصودا فلا يخلو: إما ن يتوقف صدق
المتكلم او صحة الملفوظ به عليه، أو لا، فإن توقف سمي دلالة
اقتضاء، وإلا فلا يخلو: إما ن يكون مفهوما في محل تناوله اللفظ
نطقا، او لا، الأول: دلالة الإيماء والتنبيه. والثاني: دلالة المفهوم.
وإن كان غير مقصود للمتكلم بالاصالة سميت دلالة اللفظ عليه دلالة
الإشارة. حرره العبادي في "حاشيته" على "شرح المحلى لجمع
الجوامع) ".
فإذا تقرر ذلك فالفرق بين المفهوم ودلالة الاشارة مصاحبة القصد
271

الصفحة 271