كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وذكروا أن الشعراء ربما هجوا على عدم القرى؛ فذكرت لهم نبذا من
هجاء الشعراء من لم يقدم إليهم الضيافة، وأنهم ربما هجوا على قلة
المقدم إليهم، كما قال بعض الأدباء:
أبو جعفر رجل عالم بما يصلح المعدة الفاسدة
تخوف تخمة أضيافه فعودهم أكلة واحدة
ولما ذكرت لهم بهذه المناسبة بيتي الأديب أحمد عبدالله
البوحسني الشنقيطي المعروف بالذئب، وقد استضاف قوما فلم
يضيفوه:
مات الغداء لدينا أهل ذا الأفق والخطب سهل إذا كان العشاء بقي
ولست أحسبه يبقى وقد زعمت عواده أنه في اخر الرمق
فضحكوا.
ثم سألني صديقي النحوي الكبير ذو الشمائل الطيبة أحد أساتذة
المعهد المذكور الاستاذ الشيخ إبراهيم يعقوب فقال لي: أ أنت شاعر أ م
لا؟
فقلت له: اما بالجبلة والطبيعة فنعم، واما من حيث التوصل
بالشعر إلى الاغراض والاكل به من الملوك والامراء فلا، فالح علي ا ن
أسمعه من شيء كنت قلته من الشعر فيما مضى، فأخبرته أن عهدي
بنسج القريض أيام الصبا، وأكثر ما جرى على لساني منه الغزل في
عنفوان الشباب، وربما قلت مقطعات في طلب العلم أيام الاشتغال
277

الصفحة 277