كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

به، واني لما عزمت على ان لا اقول شعرا قلت ابياتا في ذلك مقتضاها
أن مقاصد الشعراء ليست لي بمقاصد، فطلب مني الشيخ المذكور
بإلحاح ان اسمعه هذه الابيات، وبعض ما قلت لمحي طلب العلم، وطرفا
من الغزل أيام الصبا، فأسعفته بما طل!، لمحفرج بما سمع هو
والحاضرون من مشائخ المعهد فرحا بان أثره في وجوههم.
والابيات التي قلت في أن مقاصد الشعراء ليست لي بمقاصد هي
هذه:
انقذت من داء الهوى بعلاج شيب يزين مفارقي كالتاج
قد صد بي خلم الأكابر عن لمى شفة الفتاة الطفلة المغناج
ماء الشبيبة زارع في صدرها رمانتي روض كحق العاج
وكأنها قد أدرتجما في برقع يا ويلتاه بها شعاع سراج
وكأنما شمس الأصيل مذابة تنساب فوق جبينها الوهاج
يعلى لموقع جنبها في خدرها فوق الحشية ناعم الديماج
لم يبك عيني بين حي جيرة شدوا المطي لأنسع الاحداج
نادت بأنغام اللحون حداتهم فتزيلوا والليل أليل داج
لا تطبيني عاتق في دنها رقت فراقت في رقاق زجاج
مخضوبة منها بنان مديرها إذ لم تكن مقتولة بمزاج
طابت نفوس الشرب حيث أدارها رشأ رمى بلحاظ طرف ساج
278

الصفحة 278