كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

من يصلح لمثلك. يريد أن يعجلني عن طلب العلم. فقلت في ذلك
هذه الابيات:
دعاني الناصحون إلى النكاج غداة تزوجت بيض الملاح
فقالو لي: تزوجت ذات دل خلول! اللحط جائلة الوشاج
ضحوكا ع! مؤشرة رقاق تمج الراح بالماء القراح
كأن لحاظها رشقات نبل تذيق القلب آلام الجراح
ولا عجب إذا كانت لحاظ لبيضاء المحاجر كالرماح
فكم قتلت كميا ذا دلاص ضعيفات الجفون بلا سلاح
فقلت لهم: دعوني إن قلبي من الغي الصراح اليوم صاج
ولي شغل بأبكار عذارى كأن وجوهها غرر الصباج
أراها في المهارق لابسات براقع من معانيها الصحاح
ابيت مفكرا فيها فتضحى لفهم الفدم خافضة الجناح
أبحت حريمها جبرا عليها وما كان الحريم بمستباج
ومما كتب عني الشيخ إبراهيم المذكور قصيدة كنت قلتها في
عنفوان شبابي في شأن رجلين من قبيلتنا وقعت بينهما شحناء، فهجا
احدهما الاخر ولحنه، وادعى الهاجي علي أني دسست للمهجو شعرا
ينتقم به منه، فغضبت من تزويره علي؛ لاني - ودله الحمد والمنة-
لست ممن يهجو، وما كافأت أحدا بسوء، وما خذت أخا بزلة، تحدثا
280

الصفحة 280