كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

حتى أتممنا سعينا سبعة أشواط على هذه الحالة التي ذكرنا.
ثم لما كان يوم التروية توجهنا إلى "منى" مهلين بالحج، ملبين
تلبية النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم، فصلينا "بمنى" الظهر
والعصر والمغرب والعشاء و لفجر، ثم مكثنا قليلا حتى طلعت
الشمس، ثم سرنا إلى عرفة فنزلنا ب"نمرة" قرب المسجد، حتى إذا
زاغت الشمس صلينا الظهر والعصر جمعا وقصرا، ثم أتينا "الموقف"
فوقفنا غير بعيد من الصخرات، واستقبلنا القبلة، ولم نزل واقفين حتى
غربت الشمس! وذهبت الصفرة قليلا، ثم دفعنا إلى " المزدلفة " فصلينا
بها المغرب والعشاء والفجر، ثم أتينا "المشعر الحرام " فاستقبلنا
القبلة، فدعونا وكبرنا وهللنا ووحدنا الله تعالى، ولم نزل واقفين حتى
أسفرنا جدا، فدفعنا إلى "متى" قبل أن تطلع الشمس، فجئنا "منى"
وقت الضحى، فرمينا جمرة العقبة من بطن الوادي بسبع حصيات مثل
حصا الخذف، نكبر مع كل واحدة.
وعندما طفنا طواف الإفاضة على ما نحو ما قدمنا طواف القدوم
تحللنا من كل شيء التحلل الأكبر بعد التحلل الاصغر برمي جمرة
العقبة لأنا كنا قد سعينا بعد طواف القدوم. وقد تمت مناسك حجنا
جعله الله حجا مبرورا وسعيا مشكورا امين امين.
ثم إنا في يوم "عرفة " بقرب مسجد "نمرة " مررنا مصادفة من غير
قصد على خيمة من خيام الحجيج فيها الأميران الساميان اللذان هما
أخوان، وهما الامير السامي تركي أمير أبها السديري، والأمير السامي
أخوه خالد السديري أمير تبوك، فجلسنا قليلا في ظل الضحى من
306

الصفحة 306