كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

خيمتهم ننتظر رفقتنا، فاوونا و كرمونا غاية الاكرام، و ظهروا السرور
بالمعارفة معنا، وتذاكرنا معهم مذاكرة أدبية.
وسألنا الأمير خالد المذكور عن معنى قول جرير في شعره:
"ومسحهم صلبهم رحمن قربانا" وعن إعراب "قربانا" من بيت شعر
جرير.
فقلنا له: هذا البيت من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل التغلبي
وقومه، ويعيرهم بدين النصرانية. وذكرنا له القصيدة، ومعنى البيت،
وإعراب الكلمة، والقصيدة هي:
بان الخليط ولو طووعت ما بانا وقطعوا من حبال الوصل اقرانا
حي المنازل إذ لا نبتغي بدلا بالدار دازا ولا الجيران جيرانا
قد كنت في أثر الاظعان ذا طرب مروعا من حذار البين محزانا
يا رب مكتئب لو قد نعيت له باك واخر مسرور بمنعانا
لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا أو تسمعتن إلى ذي العرش شكوانا
كصاحب الموج إذ مالت سفينته يدعو إلى الله إسرارا وإعلانا
يا أيها الراكب المزجي مطيته بلغ تحيتنا لقيت حملانا
بلغ رسائل عنا خف محملها على قلائص لم تحملن حيرانا
كيما نقول إذا بلغت حاجتنا أنت الامين إذا مستأمن خانا
نهدي السلام لاهل الغور من ملح هيهات من ملح بالغور مهدانا
307

الصفحة 307