كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

يا أم عثمان إن الحب عن عرض
ضنت بموردة كانت لنا شرعا
كيف التلاقي ولا بالقيظ محضركم
ما حدث الدهر مما تعلمين لكم
نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم
ابدل الليل لا تسري كواكبه
يارب عائدة بالغور لو شهدت
إن العيون التي في طرفها حور
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به
يارب غابطنا لو كان يطلبكم
أرينه الموت حتى لا حياة به
طار الفؤاد مع الخود التي طرقت
مثلوجة الريق بعد النوم واضعة
تستاف بالعنبر الهندي قاطعة
بينا ترانا كأنا مالكون لها
قالت تعز فان القوم قد جعلوا
لما تبشا أن قد حيل دونهم
يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا
تشفي صدى مستهام القلب صديانا
منا قريب ولا مبداك مبدانا
كالعرق عرقا ولا الشلان سلانا
للحبل صرما ولا للعهد نسيانا
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
عزت عليها بدير اللج شكوانا
قتلننا ثم لم يحيينن قتلانا
وهن أضعف خلق الله أركانا
لاقى مباعدة منكم وحرمانا
قد كن دنك قبل اليوم اديانا
في النوم طيبة الاعطاف مبدانا
عن دي مثان يمج المسك والبانا
هم الضجيع فلا دنياك دنيانا
ياليتها صدقت بالحق رويانا
دون الريارة أبوابا وخزانا
ظلت عساكر مثل الموت تغشانا
309

الصفحة 309