كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

و نشد سيبويه لإطلاق المفرد وإرادة الجمع قول الشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها فبيض! و ما جلدها فصليب
إذ المراد: أما جلودها فصليبة.
ومن هذا القبيل قول الآخر:
كلوا في بعض يطنكم تعموا فإن زمانكم زمن رخيص
والوجه الثاني من الإعراب: أن يكون قوله: "رحمان قربانا"
منصوبا بعامل محذوف دل المقام عليه، وتقديره: ومسحهم صلبهم
يدعونها، أو يجعلونها رحمان. وناصب الفضلة إذا دل المقام عليه
جاز حذفه، كما أشار إليه ابن مالك بقوله:
ويحذف الناصبها إن علما وقد يكون حذفه ملتزما
وما يسبق إلى الذهن من أن قوله: "قربانا" مفعول لاجله لا يصح؛
لأن القربان اسم لما يتقرب به إلى الله، لا مصدر بمعنى التقرب، فظهر
انه ليس مفعولا لاجله.
ثم في أيامنا في "مكة المكرمة " بعد قضاء مناسك الحج دعانا
العالم الشهير اللوذعي الكبير أحد أعيان علماء مكة المكرمة، ومدرس
حرمها الشريف، ذو العلوم والشمائل الطيبة، والظرافة التامة، الاستاذ
الشيخ السيد علوي مالكي يومين متفرقين للغداء عنده، ففرح بنا،
و كرمنا غاية الإكرام، وأظهر السرور بالتعارف معنا، جازاه الله خيرا،
و نسنا بحديثه لملحه وظرافته وعلمه، وكان من ظرفه وكرمه واظهاره
لنا المنزلة العليا - وإن كنا لسنا هلا لذلك - أنا لما قابلنا شعاع الشمس
315

الصفحة 315