كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

فقلنا في أنفسنا: إذا كان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يرد
علينا السلام والرحمة والبركة فهذا أمر عطيم.
ولما خطر في قلوبنا أن هذا الامر مزية يختص بها من سلم على
النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم حالة القرب من قبره صلى الله عليه
وعلى اله وسلم، كما فهمه العلماء من حديث أبي هريرة المذكور -
تذكرنا في ذلك الموضوع النص الدال أن هذه الفضيلة لايختص بها من
سلم عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم من قرب، بل دل النص على
أن الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وعلى اله وسلم في أي ناحية من
مشارق الارض ومغاربها تحصل بكل منها فضيلة أكبر، وأعطم من
المزية المذكورة.
وبيان ذلك أن من صلى على نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم
مرة واحدة صلى الله بها عشرا، ومن سلم عليه مرة واحدة سلم الله عليه
بها عشرا، ولا يخفى أن صلاة الله وسلامه عشر مرات على! ن سلم
على خير الخلائق وصلى الله عليه صلوات الله وسلامه عليه تترى إلى
يوم القيامة أكبر وأعطم من رد النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على
ذلك المسلم، ولا نزاع في أن سلام الله تعالى أعطم من سلام النبي
صلى الله عليه وعلى اله وسلم.
فاتضح أن فضائل الصلاة والسلام عليه، وسائر أنواع طاعته صلى
الله عليه وعلى اله وسلم لا تختص بمكان لا زمان؛ لانها فضائل منتشرة
عامة؟ لعموم الفضل الذي أكرم الله به هذه الامة على يد نبيها صلى الله
عليه وعلى اله وسلم، نسأل الله له الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة
323

الصفحة 323