كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

للجملة الأخيرة التي يليها اعنى جملة <لاتئعتم السيطن) لانه لو
رجع لها لكان المعنى: أنه لولا فضل الله عليكم ورحمته لضللتم باتباع
الشيطان إلا قليلا فلا يضل ولا يتبع الشيطان لعدم حاجته إلى فضل الله
ورحمته. بل < ولولا فضل له علئكم ورخمتل! لاتبعتم الشيطق) كلا
بحيث لم ينج منكم احد، لا فليل ولا كثير.
والعلماء مختلفون في مرجع هذا الاستثناء. فقيل: راجع لقوله
تعالى: < أذاعوا به-> ه وقيل: راجع لقوله: < لعلمه ا ين يستنبالونه
منهم).
فإذا لم يرجع الاستثناء للجملة التي تواليه، فلا يكون نصا في انه
راجع إلى عيرها بالأحرى.
وقيل: إن هذا الاستثناء راجع للجملة التي تليها، وعليه فالمعنى:
< ولولا فضل له عليكم ورخمتلإ) ببعثه محمرر صلى الله عليه وآله وسلم
بهذه الحقيقة السممحة <لاتبعتو السيطن لم! و في ملة ابائكم من ا! فر
وعبادة الأصنام <إلا قليلاِ في > ممن كانوا على ملة إبراهيم،
كورفة بن نوفل، وزيد بن نفيل، وقس بن ساعدة، واضرابهم.
وقد روى عبدالرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: <لاتبعتم
الثميطن إلاقليلاكاِ في) أن معناه: لاتبعتم الشيطان كلا.
والعرب تطلق القلة وتريد بها العدم، واستدل القائل بهذا القول
بقول الطرماج بن حكيم يمدح يزيد بن المهلب:
44

الصفحة 44