كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

أيضا قي الصفات السلبية عندهم.
وايضاحه: أن الصفة السلبية في اصطلاح المتكلمين هي: كل
صفة كان مدلولها المطابقي سلب ما لا يليق بالله عن الله جل وعلا.
والسلبيات عندهم خمس صفات، وهي: القدم، والبقاء،
والمخالفة للخلق، والقيام بالنفس الذي هو الغنى المطلق عندهم،
والوحدانية. مع أن بعضهم يقول في القدم والبقاء: إنهما من المعاني.
وبعضهم يقول: نفسيتان. وبعضهم يقول في الوحدانية: إنها صفة
معنى.
وجمهورهم على أن الخمس المذكورة صمات سلبية، وانما
سموها سلبية لان معناها عندهم سلب ما لا يليق بالله عن الله، وهذا
السلب هو مدلولها المطابقي.
فمعنى القدم مثلا عندهم بدلالة المطابقة هو سلب الحدوث عن
الله، أي نفبهكا عنه جل وعلا، والحدوث هو الطروء بعد عدم، ولا معنى
للقدم عندهم إلا نفي الحدوث عنه جل وعلا، فمدلوله المطابقي ليس
أمرا وجوديا، بل معناه نفي الحدوث عنه جل وعلا.
والفرق عندهم بين القدم والبقاء مثلا مع القدرة والإرادة مثلا،
فالاوليان عندهم من الصفات السلبية، والاخريان من صفات المعاني،
مع أن القدرة سالبة لضدها الذي هو العجز، والإرادة سالبة لضدها
الذي هو الكراهة، كما أن القدم سالب لضده الذي هو الحدوث،
والبقاء سالب لضده الذي هو الفناء، وأن سلب القدرة والارادة
53

الصفحة 53