كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

ضديهما بواسطة مقدمة عقلية، بخلاف سلب القدم والبقاء ضديهما
فبأصل الوصمع؛ إد سلب ضديهما بهما هو المعنى المدلول عليه
بالمطابقة.
وإيضاحه أنهم يقولون: إن مادة القاف والدال والراء من لفظ
القدرة تدل بأصل الوضمع على معنى وجودي قائم بالذات، يتأتى به
إيجاد الممكنات وا عدامها على وفق الإرادة، لكن إذا تعقلت النفس
قيام هدا المعنى الوجودي الذي هو القدرة مثلا لالذات، تعقلت انتفاء
العجز عنها بواسطة مقدمة عقلية، وهي استحالة اجتماع الضدين،
فقيام القدرة مثلا بالذات يلزمه انتفاء العجز عنها ضرورة؛ لاستحالة
اجتماع الضدين عقلا، فسلب القدرة للعجز مثلا لا بأصل الوضمع، بل
من حيث إن القدرة التي هي المعنى الوجودي القائم بالذات يلزم من
وجودها انتفاء العجز؛ لاستحالة اجتماع الضدين عقلا، بخلاف القدم
مثلا فسلبه للحدوث الذي هو ضده إنما هو بأصل الوضمع؛ لأن معنى
القدم عندهم هو انتفاء الحدوث، ولا تدل مادة القاف والدال والميم
من لفط القدم على معنى وجودي، بل معناه المطابقي نفي الحدوث
عندهم، وقس على القدرة باقي المعاني، وعلى القدم باقي السلبيات.
فاذا عرفت كلامهم هذا فاعلم أن الصفات السلبية في اصطلاحهم
جاء في القران العظيم وصف الخالق والمخلوق بها، فالقدم والبقاء
اللذان أثبتهما المتكلمون لله تعالى، قائلين إنه أثبتهما لنفسه بقوله:
<هو الأول والأخر) [الحديد/ 3] وصف الله بهما الحادث في القرآن
ل لعظيم فقال: < كاتعصتجون القديو *3) [يس/ 39] < تالله إنك لف ضحنط! بر
54

الصفحة 54