كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

الموصوفين مقتض لتباين الصفات، ولم ينفوا هذه الصفات ولم
يصرفوها عن ظاهرها بالتأويل حوفا من مشابهة الحوادث المتصفة بها،
بل أثبتوها لله تعالى قائلين: إنها مخالفة لصفات الحوادث كمخالفة
ذاته تعالى لذواتهم.
وكذلك الصفات التي اختلف فيها أهل الكلام، هل هي من
الصفات الذاتية، أو من الصفات الفعلية؟ فإنه جاء في القران العظيم
وصف الخالق والمخلوق بها، فقد وصف جل وعلا نفسه بالرافة
والرحمة فقال: < إت ردبهم لرءوف رحيص *7* > [العحل/ 7]، ووصف
الحادث بهما فقال في وصف نبينا صلى الله عليه وعلى اله وسلم:
< حريالرر عل! م بالمؤمنايت ر وف رحيم *) [التوبة/ 128]
ووصف نفسه جل وعلا بالحلم فقال: < لدلهم مدخلأ يزضؤنه-
ص! ن الله لمل!! خليص -*؟ *ء> [الحج/ 59]، ووصف الحادث به فقال:
< فبشزنه بغنم خليم) /ص *ا) [الصافات / 1 0 1] < إن ابرصم لاو؟ خليم لأ* *)
[التوبة / 4 1 1].
و ما صفة الفعل فوصف الخالق والمخلوق بها في القران العطيم
واضح، وقد جمع مثالهما قوله تعالى: < وما ر! ت إذرميت ولبهت
الله ركأ> [الانفال / 17].
ولم يبق من الصفات ع! لى طريق المتكلمين في تقسيمهم لها إلا
الصفة النفسية، وهي عندهم واحدة، وهي: الوجود، وبعضهم يقول:
الوجود هي نفس الذات ه فلم يعده صفة. وعلى عدهم له صفة نفسية
فلا يخفى أن جميع العقلاء من الكفار والمسلمين مقرون بأنه تعالى
57

الصفحة 57