كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

[الأعراف / 4 5] مع قوله في وصف المخلوق: ألفقك> [المؤمنون / 28]، < لتستو ا علىظهودص ثو تذكروا نعمة رئبهتم إذا ستويخ
عثه) [الزخرف / 13]، < واشبوت على ألجودي > [هود/ 4 4]، وقوله تعالى:
< يد أدئه فوق أذبم > [الفتح/ 0 1]؟ فأي فرق بين المقامين؟ وهلا قلتم في
الاستواء واليد وغيرهما ما قلتم في السمع والبصر من أنهما ثابتان لله
حقيقة، وللحوادث أيضا حقيقة، مع أن الوصف الثابت له جل وعلا
مخالف للوصف الثابت لغيره، كمخالفة ذاته جل وعلا لغيرها من
ذوات الحوادث.
والفرق بين الصفات بإثبات البعض ونفى البعض لا وجه له البتة
كما هو واضع مما كتبنا، والقائل به يقال له: ما لبائك تجر وبائي لا
تجر؟!
فتحصل أن المسلك الذي لاشك أنه الحق أن كل ما وصف الله به
نفسه جل وعلا، او وصفه به نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم نثبته
له؛ إذ هو أعلم بنفسه منا، ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم أعلم به
منا، ولا يخطر في عقولنا أن ذلك الوصف الثابت لله يشابه صفات
المخلوقين؛ لأن من أثبت لله ما وصف به نفسه، او وصفه به نبيه صلى
الله عليه وعلى اله وسلم معتقدا تنزيهه جل وعلا عن مشابهة الخلق،
سلم من ورطتي المعطيل والتشبيه، ومن خطر في عقله أن الوصف
الذي وصف الله به نفسه جل وعلا، أو وصفه به نبيه صلى ادله عليه
وعلى آله وسلم مشابه لصفاب الحوادث، فحمله ذلك على نفيه
بالتأويل، فقد ارتطم في ورطتي التشبيه والتعطيل؛ لأنه شبه أولا، فأداه
62

الصفحة 62