كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

أيذ يهم وما ضلفهم ولايحيطون بهء علما *إ*) [طه/ 0 1 1].
وهذا الذي أوضحنا من إثبات الصفات لله حقيقة من غير تكييف
ولا تشبيه هو معنى قول الامام مالك رحمه الله: "الاستواء غير
مجهول، والكيف غير معقول "؛ فان معنى قوله: "الاستواء غير
مجهول " أن هذا الوصف معرو! ت عند العرب، وهو في لغتهم الارتفاع
والاعتدال، لكن مانسب إلى الله من هذا الوصف لا يشابه ما نسب منه
للحوادث. وذلك هو معنى قوله: "والكيف غير معقول ". فقول الامام
مالك: "الاستواء غير مجهول " نفي للتعطيل، وقوله: "والكيف غير
معقول " نفي للتشبيه والتكييف، وبنفي الأمرين يكون الصواب، وما
روي عن مالك رحمه الله روى مثله عن أم المؤمنين هند بنت أبي أمية أ م
سلمة رضي الله عنهاه
ثم في مدة إقامتنا ب"النعمة " قدم علينا أديب علو ي، اسمه محمد
المختار بن محمد فال بن بابه العلوي، وأكثر من سؤالنا عن أيام العرب
وأشعارها، وملح الادباء ونوادرهم.
ومما وقع السؤال عنه في أثناء المذاكرة ثناء أدباء الشعراء على
قصار النساء، كقول الشاعر:
من كان حربا للنساء فإنني سلم لهنه
فإذا عثرن دعونني واذا عثرت دعوتهته
واذا برزن لمحفل فقصارهن ملاحهنه
مع أن القصر جدا وصف مذموم، كما يدل عليه قول كعب بن
67

الصفحة 67