كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

يكاد يصرعها لولا تشددها إذا تقوم إلى جاراتها الكسل
ليست كمن يكره الجيران طلعتها ولا تراها لسر الجار تختتل
قال له: قاتلك الله تستحسن غير الحسن، هذه خراجة ولاجة لا
خير فيها، فهي مذمومة، فهلا قال كما قال الاخر - وهو قيس بن
الاسلت -:
وتكسل عن جاراتها فيزرنها وتعتل من إتيانهن فتعذر
وربما حضر مذاكرتنا بعض العوام الذين لا يفهمون، ومن جهلهم
أن واحدا منهم قال لنا بكلامه الدارجي ما مضمونه: إنه يغبطنا ويغار
منا بسبب أننا نمر بأرض السودان التي فيها موضع شريف. قلنا له:
وماذاك الموضع الشريف؟ قال: الخرطوم. قلنا: و ي شرف
للخرطوم؟ قال: لانه مذكور في القران العظيم في قوله تعالى:
<سنسمو على الحرطومِه *) [القلم/ 16]. فقلنا له: ذلك خرطوم آخر غير
الخرطوم الذي تعني " فضحك من يفهم من الحاضرينه
واستدل بعضهم بدليل هو عليه لا له، فقال لي الأديب العلوي:
هذا مغني اللصوص، فضحك من له خبرة بقصة مغني اللصوص، وهي
قصة مشهورب!، حاصلها: أن بعض الامراء اسر لصوصا كانوا يقطعون
الطريق، فقدمهم للقتل واحدا بعد واحد حتى لم يبق منهم إلا واحدا،
فقال: لا تقتلوني، فاني لست من اللصوص، وانما كنت مغنيا لهم
أطربهم بالاناشيد والأغاريده فقالوا له: بم كنت تغنيهم؟ قال بقول
الشاعر:
69

الصفحة 69