كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
فان كان ذا شر فجانب بسرعة وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي
وطلب منا قوم من أهل "النعمة" أن نفسر لهم سورة الواقعة،
ففسرتها لهم ليلا.
وسألنا بعض طلبة العلم منهم عن الفعل المبني للمفعول، هل هو
اصل، او فرع؟
فأجبتاهم: أن الغالب إتيانه فرعا؛ لأن الفعل لا يبنى للمفعول إلا
بعد حذف فاعله غالبا، ومن نظر إلى أن بعض الأفعال لم يسمع إلا
مبتيا للمفعول كى"جن " أمكنه القول بتأصيله في الجملة.
فقال لنا واحد منهم: ما قياس مصدر "فاعل "؟
فقلنا له: مصدر "فاعل" يأتى قياسه على وزنين: أحدهما:
المفاعلة. والثاني: الفعال، كبارزته مبارزة وبرازا.
قال لنا: أيجوز الجلاس في "جالس "؟
قلنا له: نعم. تقول جالسته مجالسة وجلاسا، وقد ذكر أعرابي
رجلا فقال: كريم النحاس طيب الجلاس. "والنحاس) " بضم النون
وكسرها: الطبيعة والاصل والخليقة والسجية، يقال: كريم النحاس،
آي كريم النجار، وهو الأصل. قال لبيد:
وكم فينا إذا ما المحل أبدى نحاس القوم من سمح هضوم
وقوله: " طيب الجلاس " يعنى المجالسة، وهو محل الشاهد.
70

الصفحة 70