كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وفي "مراقي السعود" في الكلام عن النهي:
قد جاء في الصحيح للفساد إن لم يجي الدليل للسداد
ثم أردنا التوجه من قرية "فاوة" إلى بلد "انيامى" وهو عاصمة
التيجر الفرنساوية، فحملنا ابن عمنا الذي نحن في ضيافته الذي هو
الزاوي المذكور في البريد الفرنساوي الذاهب إلى "انيامى" وسائقه
ورفقته نصارى، فجاءنا المطر في ليلتنا الاولى فحبسنا حتى ما وصلنا
"انيامى" إلا بعد ليلتين، ولما قدمنا إلى بلد "انيامى" في الضحى بعد
الليلة الثانية، نزلنا عند تاجر اسمه الحاج الكيدي توره، وهو رجل
كريم السجايا والطبائع، فيه نفع للمار به من عامة المسلمين جازاه الله
عنهم خيرا، ففرح بقدومنا وأكرمنا غاية الإكرام، ورغب جدا في أ ن
نقيم عنده شهر رمضان، وقد استهل ونحن عنده، ووعدنا بأنه يحملنا
من كيسه في طائرة إلى جدة إن أقمنا معه مدة. فقلنا: لابد لنا من الجد
في السير في الوقت الحاضر، فأهدى لنا وودعنا، وحملنا في البريد
الفرنساوي إلى قرية "مرادي"، وأدركني في مدتي عنده رئيس أولاد
"حمه" من قبيلة "مشومة" من قبائل شنقيط، وكان رفيقي إلى انتهاء
رخلتي بالمدينة المنورة.
وفي مدة إقامتنا عند الحاج الكيدي توره جاءنا رجل من أهل العلم
من قبيلة تسمى "الطلابه" اسمه محمد إبراهيم، وطلب منا أن نبين له
معاني "سلم الأخضري " في فن المنطق بدرس شاف، فأجبته، وكان
يكتب ما ملي عليه من إيضاج معانيه ليلا ونهارا خوفا من معاجلة السفر
قبل الإتمام حتى أتى على اخره، فجاء ذلك الاملاء شرحا وافيا، وعن
75

الصفحة 75