كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

واسم الجنس.
والثانية: قول المتكلمين: إن الصفة النفسية لا يدرك لدونها
الموصوف، وإن الانسان مثلا بدون النطق غير معروف، لم لايعرف
الإنسان بخواصه، كالمشي على الاثنين مع الانتصاب، وكالضحك
وكتابة الكتاب.
فكان جوابنا عن المسألة الأولى: ما حاصله: أن الفرق بين علم
الجنس واسمه اصطدمت فيه عقول العقلاء، واختلفت فيه آراء
العلماء، حتى قال بعضهم: لا يعقل الفرق بينهما في المعنى. واختار
بعض المحررين من المتأخرين من ذلك الاختلاف ما حققه ابن خاتمة
من أن الفرق بينهما أمر اعتباري، وهو أن علم الجنس موضوع للحقيقة
الذهنية؛ ليميزها عن غيرها من الحقائق الذهنية، مع قطع النظر عن
وجودها في أفرادها الخارجية، واسم الجنس موضوع للحقيقة باعتبار
وجودها في أفرادها الخارجية، ولذا كان الأول جزئيا، والثاني كليا،
والجزئي الحقيقي يكون علما بالاجماع، والعلم قسمان: علم
لثمخص، وعلم جنس. ودليل حصره فيهما أن العلم لابد أن يعين
مسماه بتشخيصه إياه، فإن كان التشخيص باعتبار الخارج فهو علم
الشخص، كزيد ومكة، وإن كان باعتبار الذهن فهو علم الجنس،
كأسامة وأبي الحارث للأسد.
قال مقيد هذه الرحلة عفا الله عنه: هذا الفرق الذي ذكره ابن خاتمة
بين علم الجنس واسمه، وإن اختاره المحقق البناني في شرحه لسلم
الأخضري في علم المنطق، وغيره من محققي المتأخرين، إذا فرعنا

الصفحة 8