كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

مخالفة قطعية اية اللعان؛ لان أحد الزوجين كاذب قطعا يلزمه الحد
قطعا، وظاهر الحكم يرفيع الحد عنها بلعانهما رفعا قطعيا؛ لقوله
تعا لى: < وفيزوا عنها ا لعذاب أن دشهد ا، ج شهد! م بأدله > [ا لنور/ 8].
فالحكم في آية اللعان يخالف فيه الباطن الظاهر مخالفة لاشك
فيها؛ لان العقل يوجب كذب أحدهما، إذ لا يصدق النقيضان
ضرورة، وقد قال صلى الله عليه واله وسلم: "الله يعلم أن أحدكما
لكادب" والكاذب منهما يلزمه الحد قطعا، و رتفاع الحد عنهما
بأيمانهما قطعي، وعدم التنقيب والبحث عن الباطن في مثل هدا
مقصود في تشريع الحكم للسفر (1) والتيسير كما يدل عليه قوله تعالي:
بعد اية اللعان مالو ولولا فضل ألله علتكؤورحمتهو وأن أدله! واب ح! يم ص *)
[النور/ 0 1].
ومثال مخالفة الباطن للظاهر مخالفة محتملة قوله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم الثابت في الصحيحين عن أم سلمة رضي الله عنها:
"إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، فلعل بعضكم أن يكون ألحن
بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق
مسلم، فانما هي قطعة من] لنار فليأخذها أو ليتركها".
فالحديث صريح في أنه صلى الله عل! يه وعلى اله وس! لم يقضي
بطاهر الامر مع احتمال كون الباطن بخلافه، والقضاء بمثل ما قضى به
صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعي لاشك فيه. وقوله صلى الله عليه
(1) كذا في الاصل المطبوع ه
82

الصفحة 82