كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

وعلى اله وسلم: "فمن قضيت له بحق مسلم فانما! ي قطعة من النار"
دال قطعا على احتمال مخالفة الباطن للطاهر.
فظهر أن خبر الاحاد الذي رواه عدل ضابط قطعي من جهة العمل
به كالشهادة والفتوى، غير قطعي من جهة احتمال عدم صدقه في ذاته،
وكون العمل بالظاهر قطعيا لا يشترط فيه موافقة الباطن له كما بينا.
والعلم عند الله.
ثم أردنا السفر من بلد "انيامى" بعد أن أقمنا به أياما في ضيافة
الحاج الكيدي توره المذكور في غاية التبجيل والاكرام، فحملنا في
البريد الفرنساوي الذاهب الى قرية اسمها "مرادى "، فبتنا دونها ليلتين:
إحداهما في قرية اسمها "مداوا"، والثانية في محل غير معروف. ثم
قدمنا إلى قرية "مرادى " اخر النهار في العشر الاول من رمضان، فنزلنا
عند سلطانها، فأنزلنا في بيت فيه رجل من أبناء عمنا كان ضيفا عنده،
ومكثنا في ضيافته خمس أيام، وأخونا - الذي كان عنده قبلنا - يخدمنا
أتم خدمة، والسلطان يعاملنا معاملة الضيف، وقدمنا فلوسا كانت
عندنا إلى "فورلمى " بطريق الحوالة.
ثم سافرنا من القرية التي تسمى "مرادى" وقت قرب القيلولة في
سيارة ذاهبة إلى بلد اسمه "كنو"، فلما مشينا قليلا مررنا على مركز
فرنساوي هو الحدود بين النيجر الفرنسي ونيجيريا الإنجليزية، فنظر
رئيس المركز في جوازات السفر وأمضاها، وبتنا تلك الليلة في بلد
اسمه "كتنه) "، ثم من الغد نزلنا "كنو" اخر النهار، فنزلنا عند شريف
ظريف اسمه محمد الامين الشريف، فأحسن إلينا غاية الإحسان، وبتنا
83

الصفحة 83