كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

مطرا كأفواه القرب، فلما كان اخر النهار فعل لها صاحبها شبه
الاصلاح، وسرنا فيها اخر النهار سيرا ضعيفا للخلل الواقع بها، فلما
سارت بنا ستة أميال راجعها الفساد بأشد من الحالة الأولى، فبتنا في
ذلك المكان تلك الليلة، ولما ارتفع النهار وكان قرب القائلة مرت بنا
سيارة ذاهبة إلى بلد "فورلمى" فدفعنا الأجرة لصاحبها وركبنا فيها،
فسارت بنا بقية ذلك اليوم. فلما كان اخر النهار حبسها المطر في قرية
اسمها "كمبارو" بالكاف المعقودة. فلما كان من الغد ذهبت بنا
وجاءت بنا اخر النهار إلى بلد اسمه "كسرى"، فأتعبنا أهل مركزه
بتفتيش المتاع، و خذوا منا جوازات السفر وباتت عتدهم. فلما كان
من الغد أول النهار مضوا الجوازات و رسلوناه فدخلنا وقت الضحى
من ذلك اليوم بلد "فورلمى"، وذهبنا إلى المركز الذي نستلم منه
الدراهم التي حولنا إليه من قرية "مرادى " كما تقدم، فوجدنا مع رئيس
المركز رجلا طيب الشمائل والأخلاق تلوح بوجهه اثار الكرم اسمه
خليفة فرج، وكان ارسل له اخ لي كان في قرية "فاوه " اسمه محمد بن
أحمد فال جوابا بخبري، وبأني سأمر ببلد "فورلمى) " فرحب بنا ودعانا
إلى النزول، فلم نجد وقتا للنزول عنده لمبادرة السفر في نفس ذلك
اليوم، فأخذ لنا الحوالة من رئيس المركز ونحن في ذلك الوقت نتكلم
مع صاحب سيارتين ذاهبتين إلى بلد "الأبيض " في شأن الأجرة، لمحجاء
خليفة فرج المذكور وتكلم معه بالنيابة عنا حتى اتفقا على ان اجرة
ركوب الرجل الواحد من "فورلمى " إلى "الأبيض " ألف ريال فرنساوي
ثم دفع عنا ألفا لصاحب! السيارة مع البشر والترحيب، جازاه الله خيرا.
وكنت أسمع عنه قبل الملاقاة بصفات حميدة، فذكرني ما عاملني به
85

الصفحة 85