كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

قول الشاعر:
كانت محادثة الخلان تخبرنا عن احمد بن صلاح احسن الخبر
ثم التقينا ولا والله ماسمعت أذني بأحسن مما قد رأى بصري
وركبنا من "فورلمى" اخر ذلك النهار في إحدى السيارتين
المذكورتين، وترافقنا ثلاثة لغير صاحبهما، واللتان ركبنا في إحداهما
لرجل ذكر لنا أنه عربي، وأن أصله شامي وهو عفيف الجبهة جدا، ما
رأينا في رخلتنا هذه رجلا يدعي الاسلام اعف منه جبهة عن مسيس
الأرض، وهذا العفاف التام يمنعه من ان تخطر الصلاة في ذهنه اصلا،
فضلا عن أنه يصلي. وجميع السيارات التي نحن فيها واللتان ترافقها
مشحون من السوادين الذين لا يفهمون كلامنا، ولا نفهم كلامهم،
وأكثرهم كالبهائم، فذكرتني مرافقتنا معهم أبيات محمد بن السالم
البوحسني الشنقيطي:
إن يطرحوني ارضا لا يؤانسني الا الص هريت الشدق نباج
فكم تكنفني في ظل مدرسة شم الانوف لهم كتب والواح
وكم أغازل جماء العظام على أنيابها العنبر الهندي والراح
وفي تلك الأيام أغلق الفرنساويون الطريق المعهود إلى قرية
"آتيه"، فحاشت بنا السيارة إلى قرية اسمها "بحر غزال "، وباتت بنا
فىونها ليلة وجاءتها من الغد وقت القائلة، فكان مقيلنا في قرية "بحر
غزال "، ورحنا منها اخر النهار متوجهين إلى قرية "اتيه" من طريق غير
معبد، فهو إلى بنيات الطريق أقرب منه للطريق، وباتت السيارة طول
86

الصفحة 86