كتاب رحلة الحج إلى بيت الله الحرام - ط عالم الفوائد

فاجبناهم:] (1) أن المومنين الذين تغلب عليهم الكفار باحتلال
بلادهم إذا أمكنهم الانضمام إلى سلطان إسلامي وجب عليهم ذلك،
ولم يجز لهم موالاة الكفار واحرى توليتهم؛ لان موالاة المسلمين
للكفار مع القدرة على موالاة المسلمين تتضمن الفتتة والفساد الكبير
بسص القران العظيم، وهو قوله تعالى. < إلا تفعثوه تكن فتنة هـ
الارض وفساهو كبيرِ 7) [الانفالط/ 73]، وقد قال تعالى: < ومن يؤفم
منكغ فانه مئهم إن الله لايهدى لقوم الظنمينِ ة*) [المائدة/ 51].
وأما إن كان المسلمون الذين تغلب عليهم الكفار لا صريخ لهم
من المسلمين يستنقذهم بصمهم إليه، فموالاتهم للكفار بالظاهر دون
الباطن لدفع ضررهم جائزة بنص القران العظيم، وهو قوله تعالى: < لا
يتخذ لمؤمنون اتبهفرين أولا من دون لمقمنين ومن يفعل ذ لث فلش مف لله في
شئء الآ أن تتقوا منهم تقتة) [ال عمران / 1 2].ـ
وكذلك توليتهم بعض المسلمين على بعض (2)، في الجاري على
أصل مذهب مالك ومن وافقه من أن شرع من قبلنا شرع لنا إن ثبت
بشرعنا إلا لدليل يقتضي النسخ.
وإيضاح ذلك: أن نبي الله يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم - عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام - طلب التولية من ملك
مصر، وانعقدت له منه وهو كافر، كما قال تعالى حكاية عنه: < قال
(1) زيادة تقديرية ليست في الاصل المطبوع. والسياق يقتضيها.
(2) أي: جائزة.
90

الصفحة 90