كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

واسطة بينهما، فيه التجافي عن طرف الافراط وطرف التفريط،
والعلماء ضربوا لهذا أمثلة: فمن أمثلة هذا قضية عيسى، فان النصارى
هلكوا فيه بالإفراط، واليهود هلكوا فيه بالتفريط. ومن أمثلة هذا:
أعمال العبد، فان الجبرية هلكوا فيها بالافراط، والقدرية هلكوا فيها
بالتفريط، كذلك مذاهب العلماء أفرط فيها قوم وفرط فيها اخرون،
فرط فيها قوم كابن حزم و تباعه حيث حملوا على الأئمة رضي الله
عنهم وأرضاهم وعابوهم، واعتقدوا أنهم مشرعون من تلقاء أنفسهم
يقولون على الله مالم يرد به دليل من كتاب ولا سنة، فهذا تفريط في
الأئمة، وقوم أفرطوا في الأئمة فجعلوا يقدمون كلامهم على كلام الله
ورسوله، وهذا إفراط لا يجوز، والمذهب الحق وسط بين الامرين،
أنه إن وجد نص من كتاب الله وسنة نبيه مج! ي! فهو مقدم على قول كل
أحد، والائمة الاربعة صج عن كل واحد منهم ما معناه أنه إن وجد قوله
يخالف كتابا وسنة ضرب بقوله الحائط، وان لم يوجد في المسألة نص
أو وجدت فيها نصوص ظاهرها التضارب تحتاج الى ترجيح فطبعا
تقليد المجتهد الذي فيه أهلية الاجتهاد كمالك ونظرائه أقرب إلى
الصواب.
[السؤال التاسع عشر:] (1) قال تعالى في كتابه العزيز: < والمحصنت
من لذين أونوا الكنف من قئلكئم. . .) [المائدة/ 5] إلى اخر الاية الكريمة،
فأباج تزوج الكتابية بنص القران العزيز، فكيف ساغ لخليل أن يقول:
"إلا الكتابية بكره ". مع علمي أن المكروه من قبيل الجائز؟
(1) السؤ 1 ل التاممع عشر، و 1 لعشرون من الشريط الرابع.
152

الصفحة 152