كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

وأطال في كلامه في هذه الطائفة لانها أخس الطوائف، فضرب لها
الامثال بمثل النار ومثل الماء <مثالغ كمثل الذى شتؤقد نارا) [البقرة/
17] ومثل الماء في قوله: < اؤكصئب من ألنمما هيه ظلنت ورغاوووئر!)
[البقرة / 9 1].
ولا يسعنا المقام في أن نتكلم على المثلين لانه يستغرق وقتا طويلا.
والشاهد أن الله لفا نؤه بهذا القران العظيم، وبين أنه الكتاب
الاعظم الذي لا ريب فيه، وبئن أن الناس بالنسبة إليه ثلاث طوائف:
طائفة طيبة، وطائفتان خبيثتان، ليس المقصود من القران في تقسيم
هذه الطوائف مجرد تاريخ ولا إخبار، بل مجرد وعظ وإرشاد ليعلم
خلقه ويبين لهم أنهم يجب عليهم أن يسارعوا إلى أن يكونوا من الظائفة
الطيبة، ويتباعدوا كل التباعد من الظائفتين، المقصود تنبيه المسلمين
على أن يكونوا من المتقين الذين يؤمنون بالغيب ومما رزقناهم
ينفقون، وأن يتباعدوا كل التباعد أن يكونوا من طائفة الكافرين أ و
طائفة المنافقين.
لاشك أن المسلم إذا علم هذا التقسيم من خالق الكون - جل
وعلا- أنه يتشوف بتعطش إلى الطريق التي يجتنب بها الكينونة مع
الطائفتين الخبيثتين، والصيرورة مع الظائفة الطيبة، لاشك في هذا؛
لاجل هذا أتبع الله هذا التقسيم لإيضاج كلمتين عليهما مدار خير الدنيا
والاخرة، وجميع الهدى، والصلة الكاملة بمن رفع هذه السماء ودحا
هذه الارض، وفتح هذه العيون في أوجهكم، ففرق أصابعكم وشد
رؤوسها بالاظفار، وأنتم في بطون أمهاتكم من غير أن يحتاج إلى أ ن
20

الصفحة 20