كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

يشقها < يخلقي في بظون أمفنتصغ باقا من بعد طق فى ظلمئتى ثئمث)
[الزمر/ 6]. هاتان الكلمتان هما: الا إله إلا الله محمد رسول الله). فبدأ
بالكلمة الاولى التي هي الا إله إلا الله) وبينها لانها مركبة من نفي
وائبات، الا إله) نفي، (إلا الله) إثبات. ومعنى نفيها: حلع جميع
أنواع المعبودات غير الله في جميع أنواع العبادات، ومعنى إثباتها:
إفراد خالق هذا الكون - جل وعلا - بالعبادة.
و صل العبادة في لغة العرب: الذل والخضوع، وهذا معنى
معروف في كلام العرب، ومنه قول طرفة بن العبد في معلقته (1):
تباري عتاقا ناجيات وأتبعت وظيفا وظيفا فوق مور معبد
أي: مذلل لدوس الاقدام والارجل.
أما العبادة في اصطلاح الشرع فهي: التقرب إلى خالق هذا الكون
بما أمر أن يمقرب له به على الوجه الشرعي على لسان محمد لمجم مع
الخضوع والذل والمحبة، فلا يكفي الذل والخضوع دون المحبة، ولا
المحبة دون الذل والخضوع، لان المحبة إن لم يكن معها خوف كان
صاحبها في إذلال وجراءة، فقد يقع في المقام الالهي بما لا ينبغي
إدلالأ بالحب وأمنا من عدم الخوف، والخوف إذا كان منفردا عن
المحبة كان صاحبه مبغضا. وهذا كله لا يليق، لابد من ذل وخضوع
من جهة، ومن محبة من جهة أخرى.
هذه الكلمة التي بينا معناها جاء الله بإثباتها منفردة في قوله:
(1) شرح القصائد المشهورات (1/ 60).
21

الصفحة 21