كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

على نظام السماء، ويعصي من خلق هذا الكون، ابتداء رحلته تراب
وماء، أخذ الله ترائا فبله بماء فصار اسمه طينا، ثم إن الله نقل هذا الطين
من طور إلى طور خمر حتى صار حمأ مسنونا، ويبس حتى صار
صلصالا كالفخار، ئم خلق الله بقدرته منه رجلأ لحما ودما هو الاب
ادم عليه صلوات الله وسلامه، فلما خلق هذا الانسان من هذا التراب
<إث مثل عيمسى عند الله كمثل ءادم ظقبما من ترا+ ثؤ قال له2 كن) [ال
عمران / 59]. لما خلق هذا الانسان من هذا التراب خلق امرأته من
ضلعه، وقد نص الله تعالى على أنه خلق حواء من ادم في ثلاث سور
من كتابه: في أول سورة النساء في قوله: < يأيها لئاس تقوارلبهملم لذى
ظقكل من نفس و! ق وظق ئنها زوجها> [الانساء/ 1] النفس: ادم، وزوجها
التي حلقت منه: حواء. وقال في سور الاعراف: <ظقكم من نفس
وحدؤ وجعل منها زوجها) [الاعراف/ 189]. وقال في سورة الزمر:
< ظصكو من نسر ؤحدة ثم جعل مئها زوجها) [الزمر/ 6].
ثم بعد أن صار هناك زوجان رجل وامرأة كان الطور الثاني
للادميين هي نطفة مني تقع في رحم المرأة < من نطفة أمشاج) [الانسان/
2] أخلاط من ماء الرجل وماء المرأة، ثم تمكث هذه النطفة في الرحم
ماشاء الله، ثم ينقلها الله - جل وعلا - علقة، أي: دما جامدا، ثم ينقل
الله هذا الدم إلى مضغة - قطعة لحم على نحو ما يقطعه اكل اللحم
ليمضغه - ثم ان الله يحول هذا اللحم إلى هيكل عظام يركب فيه هذه
العظام بعضها ببعض، هذه السلاميات، وهذا البنان، وهذه المفاصل
يركب بعضها ببعض، هذا التركيب الدقيق والصنع الهائل العجيب في
كل عضو منا، وهذا الذي ركبه ليس بأخرق كما قال: < نخن ظقنهم
26

الصفحة 26