كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

وسفذنا أشرهم) [الانسان/ 28] الاسر: يعني الشد كما تقول للمرأة:
"أسرت اخطيرها" (1) - يقولون بالحسانية - ومعناه: يعني ضم الشيء
إلى الشيء وشده به شدا محكما < ونبدذنا أشرهم > لو كان الذي ث!
اليد بالساعد والساعد بالمرفق والبنانة بالبنانة لو كان أخرقا إذا تحرك
الانسان سقطت يده، أو سقط مرفقه، أو طاج رجله، بل الذي يشدها
يشده شدا محكما، ثم إن الله - جل وعلا- يكسو هذا الجسم هذا
اللحم ويجعل فيه هذا الدم، ويجري مجاري البول والغائط يفتحها
لتنزل عنها الفضلات، ويفتح مجاري العروق والشرايين ليدير الدم،
ويضع كل عضو في محله كالكبد والطحال والكليتين، ويوكل كلا
بوظيفته في تدبير الجسم، ويفتح هاتين العينين، ويجعل فيهما هذا
النور، ويصبغ بعض العينين بصبغ أسود، وبعضهما بصبغ ابيض،
ويفتح هذا الفم ويجعل فيه اللسان، ويودعه هذه الفصاحة، وينبع عين
الريق العذبة لياكل بها الانسان، إذ لو يبس ريقه لما ابتلع الزبد الذائب،
ثم إنه إذا لم تكن له حاجة في الريق لم يجم لئلا يتعبه التفل أ. . .] (2)
يعني جعلت له الاذنان ليسمع، وجعل على هذا التركيب الغريب
الهائل [وجعل على هذه الهيئة بطنه، وشهدت] (3) العينان حول البطن،
والظهر الذي ليس عنده عينان جعل عظما لو ضربه شيء لا يكاد يضر،
وجعل في الانسان من الغرائب والعجائب شيء يبهر العقول، حتى إ ن
(1) اي: شذت الهودج او ما يشبهه مما يوضح على البعير تركبه المرأة.
(2) في هذا الموضع جملة غير واضحة، والكلام مستقيم بدونهاه
(3) في الاصل جملة غير واضحة، وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام.
27

الصفحة 27