كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

ما يحتاج إلى قصه دائما كشعره و ظافره نزعت منه روح الحياة لئلا
ويمعبه عند القص. هذا من غرائب وعجائب خالق الكون - جل وعلا-
حلقنا على هذا النحو الغريب، وصؤر بني ادم على هذه الصورة، جعل
الانف هنا، والعينين هنا، ولم يشتبه اثنان، طبع كل إنسان على صورة
مخالفة لصورة الاخر، وهذه الصورة التي وضع عليها كل واحد هي
سابقة في العلم الازلي، ووضع تنفيذا على نحو ما سبق به العلم، ولو
خلق ملايين الملايين زائدا على من خلق لم يضق العلم، فكل واحد
توجد له صورة مخالفة لصورة الاخر، حتى اثارهم في الارض
وأصوات نغماتهم وبصماتهم في الاوراق كلها مختلفة، هذه صنائع
رب العالمين، وهذه أسرار قليلة من أسرار معنى < رئبهم الذى ظقكئم)
[البقرة/ 21] يعني: فمن فعل فيكم هذا من الافعال والغرائب والعجائب
في كل عضو وكل مطرح إبره هو ربكم الذي يستحق أن تعبدوه. ولا
يخفى عليكم أن ربنا فعل فينا هذا من الغرائب والعجائب ونحن في
بطون أمهاتنا لم يحتج إلى أن يشق أم الواحد منا، ولا أن يبنجها، ولا
ينومها في صحية، بل فعل كل هذه العمليات والمرأة لاهية تفرح
وتمرح لا تدري عن شيء مما يفعل في داحلها من غرائب صنع الله
وعجائبه، ثم ييسر طريق الخروج. ونحن دائما نذكر هذا لان الله يلفتنا
إليه حيث يقول: < ئحلقدم في طون مهنتيم ضققا مر عذضلئ فى ظلمت
ثذمث) ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة المشيمة. <ذلكم لله
ربكم له آقفك لا إلة إلآ لهو فاكث تصرفويئ *> [الزمر/ 6] وهو محل
الشاهد، فهذا الذي يفعل هذا الخلق والايجاد هذا هو الذي يستحق أ ن
يعبده
28

الصفحة 28