كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

وهذا الاصل هو أساس الخير، والحجر الاساسي للتوحيد، فمن
حققه حسنت صلته بالله، وكان على ئقة صحيحة من عقيدته؛ لانه هو
الاساس الأعظم والطريق الاكبر في هذا الطريق، تنزيه خالق الكون عن
مشابهة خلقه في جميع أنواع صفاتهم، وفي جميع أنواع المشابهات،
فإذا استولى هذا الاساس على القلب، وطهرت أرضه من أقذار
التشبيه، وعطمت رب العالمين كما ينبغي، وعلمت أنه لايمكن أ ن
يشبهه شيء من خلقه:
فالأساس الثاني من الاسس الثلاثة هو: تصديق الده فيما اثنى به
على نفسه، وتصديق رسوله فيما أثنى به على ربه؛ لانه لايصف الله
أعلم بالله من الله، < ءأنتم انلم أم اللهبر) [البقرة/ 0 14]، ولا يصف الله بعد
الله أعلم بالله من رسول الله! م الذي قال فيه: < وما يخطق عن االوى! إن
هو إلاوحى يوحى *> [النجم/ 3، 4] ولكن هذا الايمان والتصديق لصفات
الله التي مدح الله بها نفسه، أو أثنى عليه بها رسوله إيمانا مبنيا على
أساس التنزيه الكامل - وهذا التعليم الذي قلت لكم الان في هذين
الاساسين - لم آت به من تلقاء نفسي، وإنما أخذته من نور المحكم
المنزل؛ لان الله يقول: < ليس ممعلهءلثفء! هو لسميبع لبصير*>
[الشورى/ 11] فإتيانه ب<وهو لسميع لبصحير!) بعد قوله: < ليس
كمملهءلئف) فيه سر أكبر، ومغزى اعظم، وتعليم سماوي لا يترك
في الحق لبسا لبتة.
وإيضاج هذا: أن السمع والبصر من حيث هما سمع وبصر صفتان
يتصف بهما جميع الحيوانات - ودده المثل الاعلى - فالبقر يسمع
43

الصفحة 43