كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

جاء بشرعنا من الامر باتباع داود أننا مأمورون به.
إذا عرفتم هذا فالله يقول لداود: < ن اعل شبفمخ وقدرفى لممر)
1 سبأ/ 11] وهذا أعظم كفاح عسكري في وقته؛ لان معنى: < ن تر
شبفت> ي: دروعا سابغات تحصن بها نفسك وجيشك في الميدان
إذا التقت الصفوف، وقوله: <وقدرفى لممط) 1 سبأ/ 11] علمه بها
أصول الحدادة؛ لان السرد في لغة العرب: نسح الدرع، ومعنى:
<وقدر فى السرر) اجعل الحلق والمسامير بأقدار متناسبة؛ لان
المسمار إن كان أكبر من الحلقة كسرها، وإن كان أصغر منها لم يشدها
كما ينبغي، ولما بين له هذا الاحتياط العسكري في الميدان قال بعده:
< واعملوا ص! لحا > 1 سبأ/ 11] ونحن مأمورون باتباعهم كما بينا، فعلينا
أن نستعد لكفاح العدو، و ن نعمل صالحا ونطيع خالق الكون، والله-
جل وعلا - يقول: < وأعدوا لهم ما شتظعتم من قؤؤ) [الانفال/ 60] هذا
أمر من خالق الكون، وخالق السموات والارض أوامره صعبة،
والتكاسل والتناوم عنها ليس بالامر الهين؛ لأن الله يقول: <ففيحذر
لذين يخالفون عن ضهء ان تصيبهم فتنهب أو يصيبهم عذاب ألؤ) [النور/ 63]
ويقول: < وما كان لمؤمن ولامومنة إذ قضى الله وريتوله، أمرا أن يكون لهم الخيرة
من أ! ىهثم) 1 الاحزاب/ 36] فجعل أمر الرسول مانعا من الاختيار موجبا
للامتثال، وقد قال لابليس: < قال ما منعك ألا تسجد إذ أصيك) 1 الاعر ف/
12] كأنه يقول للمتواكلين المتكاسلين: مالكم أن لا تعدوا القوة الكافية
إذ أمرتكم؟ والنبي ع! يو وهو القدوة الاكبر والمربي الاعظم، وسيد
الخلق - صلوات الله وسلامه عليه - هكذا كان يفعل، كان يعمل
بالامور الدينية، ويتقدم أعظم التقدم في الميادين الحيوية الدنيوية،
51

الصفحة 51