كتاب الرحلة إلى أفريقيا - ط عالم الفوائد

وهو مرض ربه، وعلى صلة بربه.
و نا اضرب لكم بعض الامثال في انه ينتفع بالامور الدنيوية ولو
كان إنتاجها من الكفرة الفجرة الخنازير أبناء الخنازير، نضرب لكم
ثلائة أمثلة من هذا نضرب المثل بها دائما:
منها: أن النبي ع! م لما حاصره الاحزاب ذلك الحصار العسكري
التاريخي العطيم المذكور في قوله: < ذ حاءكم من فوقكم ومن أسقل
منكتم وإذ زاغت الأبصحرولبغت لقلوب الضاجر وتظنون بالله الظنونا!
هنالك تتلى لمؤمنو% دزلزلوا زلزالاشديدا!) [الاحزاب/ 10 - 11] قال لى
سلمان: كنا إذا خفنا خندقنا (1). هذه مثلا خطة عسكرية، الاذهان التي
أنتجتها من الدنيا ذهان كفرة فجرة مجوس يسجدون للنار، فالنبيعم
لم يقل: هذه خطة عسكرية نجسة؛ لان أصلها من الكفار، وقد
اخترعها المجوس إ! لا، أخذ الخطة الدنيوية من الكافر وهو مرضيى
ربه، محافط على اداب السماء والاداب الروحية.
ومن أمثلة هذا: أن النبي! م لما تكالبت عليه قوى الشر، واضطر
إلى الخروج من وطنه، ودخل هو وصاحبه في الغار كما نص الله في
سورة براءة: <ثاث اننين إد هما ف لغار) [التوبة/ 40] وجميع
الدنيا حرب عليه، والطريق تبث فيها العيون والرصد، وجد خبيرا كاقرا
واسمه: عبدالله بن الا! ريقط الدولي، كافر يسجد للصنم إلا أنه عنده
خبرة دنيوية، فهو يعرف الطرق، ويحاشي الطرق المعهودة، ويأتي به
(1) تاريخ الطبري (3/ 44).
52

الصفحة 52