فعلينا جميعا أن نعلم هذا، ونعلم أن دين الاسلام دين ميدان،
ودين كفاح ليس دين نوم ولا تكاسل، ومن نام وتكاسل داسته نعال
الاراذل، وكان حمارا يقوده من شاء ن يقوده، فلابد من التقدم في
الميد ن، والدنيا كفاح لابد من العمل، ولكن الانسان يعمل في دنياه
وهو مرض ربه، ولا يمنع العقل أن يكون الانسان محافظا على دينه في
جميع السمت، وجميع الحركات والسكنات، وهو متقدم في الميادين
الدنيوية كل التقدم كما عرفه التاريخ بالنبي! و صحابه، نعم هنالك
مشكلة عظمى هي محك المشكلات في هذا الزمن؛ ذلك لان الكفار
عرفوا من قيمة دين الاسلام ما جهله أو تجاهله المسلمون، وعلموا أ ن
الدين الاسلامي إذا كان عند المسلمين على الوجه الصحيح لا يقف
مام المسلمين شيء، و ن قوة الاسلام تدك الجبال، فمن زمن الدولة
العباسية وهم يعملون بضربه بالمعاول ليضعفوه، [وصار] (1) جميع
الميادين الحيوية مؤلفوها كفرة، ولم يؤلفوا تأليفا ينتفع به الانسان في
ميدان من ميادين الحياة لا في تجارة، ولا سياسة، ولا عسكرية، ولا
هندسة، ولا كيمياء إلا حطوا في تلك التآليف أفكارا هدامة وعقائد
زائفة مضللة تفصل الشخص عن دينه، ومرادهم بذلك أحد أمرين: إما
أن يتخلف أولاد المسلمين عن ميادين الحياة فيبقون لقمة سائغة لمن
جاءهم، أو يدحلوا في ميادين الحياة فينشبوا في الفخ الذي وضعوا
لهم، وعلى المسلمين أن يتنبهوا لهذا، ويعلموا أولادهم العلوم
الدنيوية، ويحذروا عليهم من تلك العقائد الهدامة و لامور التي
(1) في الاصل: " وصاروا".
55